تطور القضاء من العدالة الفردية إلى النظام القضائي المنظم
التنظيم القضائي (التطور التاريخي إلى حدود ما قبل الاستعمار الفرنسي)
تطور القضاء من العدالة الفردية إلى النظام القضائي المنظم التنظيم القضائي(التطور التاريخي إلى حدود ما قبل الاستعمار الفرنسي)
1 البدايات الأولى للقضاء البشري
فالبدايات ديال البشرية، ما كانش في قضاء منظم بالمعنى اللي نفهموه دابا. الناس كانو بسيطين، وكل واحد كان كياخد حقو بيدو. هادشي كان يسمّى "العدالة الفردية" أو "العدالة الخاصة". مثلاً، لو حد سرق منك حاجة، ما كانش في محكمة تقدم فيها شكايتك، بل كنتي مضطر تاخد حقك بنفسك، إما بترجع حاجتك بالقوة، أو تنتقم من السارق.
المشكل الكبير فهاد المرحلة هو أن الأمور كانت كتزيد تعقد بدل ما تحل. لأنو لما كل واحد كياخد حقو بيدو، كتكون النتيجة سلسلة من الثأرات ما تكملش. واحد يقتل أخوك، تنتقم أنت بقتل أخوه، وهكذا. لهذا بدا الناس يحسو بالحاجة لنظام أفضل.
2 ظهور القضاء القبلي
مع تطور الحياة الاجتماعية وبداية تكوين القبائل، ظهر نوع جديد من القضاء. هاد المرة، مكانش كل واحد كياخد حقو بيدو، بل كانو كيقدموا شكايتهم لشيخ القبيلة أو لمجلس الحكماء اللي كانو كيتكونو من كبار السن والعقلاء فالقبيلة.
شيخ القبيلة كان كيحكم حسب الأعراف والعادات اللي كانت متفق عليها بين أفراد القبيلة. هاد الأعراف ما كانتش مكتوبة، ولكنها كانت معروفة عند الجميع. مثلاً، كانو عارفين قيمة الدية (الغرامة) اللي تدفع لواحد قتل واحد آخر بالخطأ، أو العقوبات اللي توقع على السارق.
الميزة
قلل من العنف، لأنو مكانش الضحية هو اللي كيقرر العقاب، بل كان في سلطة محايدة (شيخ القبيلة) هي اللي كتحكم.
المشكل
كل قبيلة كانت عندها أعرافها الخاصة، فما كانش في قانون موحد لكل الناس.
3 تطور القضاء مع ظهور الديانات
مع ظهور الديانات السماوية، ولا القضاء عندو بعد جديد. الأنبياء والرسل صارو هم القضاة بين الناس. مثلاً، النبي داوود عليه السلام كان مشهور بحكمته في القضاء، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان هو القاضي الأول في الدولة الإسلامية.
فزمن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الصحابة كيجيو له يحكم بينهم في خلافاتهم. وكان صلى الله عليه وسلم كيحكم بالعدل، ولكن كما قال في الحديث: "إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض"، يعني ممكن واحد يكون فالح في العرض ويقنعني بالحكم لصالحه وهو ما يكونش محق.
4 النظام القضائي في الإسلام
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، تطور النظام القضائي في الإسلام. صار في قضاة متخصصين، وعلماء فقه، ومحاكم منظمة. القاضي فالإسلام كان لازم يكون:
• عالم بالقرآن والسنة
• فاهم لأصول الفقه والقواعد الشرعية
• عادل وغير منحاز
• قوي ولا يخاف في الحق
من أشهر القضاة في التاريخ الإسلامي:
- • شريح القاضي، اللي كان قاضي الكوفة فزمن عمر بن الخطاب
- • الإمام أبو حنيفة، اللي كان من كبار الفقهاء والقضاة
- • القاضي إياس، اللي كان مشهور بذكائه وفطنته
5 القضاء في المغرب قبل الاستعمار
فالمغرب، قبل ما يجي الاستعمار الفرنسي، كان عندنا نظام قضائي متطور ومتعدد. كان في عدة أنواع من المحاكم:
1. المحاكم الشرعية
هاد المحاكم كانت أساس القضاء فالمغرب. كانت كتحكم حسب الشريعة الإسلامية على المذهب المالكي. القضاة فيها كانو علماء كبار، وغالبا ما كانو يختارو من بين فقهاء جامعة القرويين.
المحاكم الشرعية كانت كتنظر في:
- قضايا الزواج والطلاق والنفقة
- الميراث والوصايا
- النزاعات على العقار والأملاك
- الجنايات والحدود (مثل السرقة والزنا)
2. المحاكم العبرية
المغرب كان فيه جالية يهودية كبيرة، وكان عندها استقلال في قضايا الأحوال الشخصية. كانو عندهم محاكمهم الخاصة اللي كانت كتحكم حسب الشريعة اليهودية. هاد المحاكم كانت معترف بيها من الدولة، وكانت قراراتها نافذة.
3. المحاكم المخزنية
هاد المحاكم كانت تابعة للسلطان، وكان القضاة فيها هم الولاة والقواد والبشوات. كانت تهتم أكثر بالقضايا الإدارية وبعض الجنايات الكبيرة. ما كانتش محاكم دائمة، بل كانت كتجتمع حسب الحاجة.
4. المحاكم القنصلية
بسبب وجود أجانب فالمغرب (خصوصا الأوروبيين)، كان في محاكم خاصة بهم. هاد المحاكم كانت تتبع لبلدانهم، وكانت كتحكم حسب قوانينهم. هادشي كان نتيجة لاتفاقيات بين المغرب وهذه الدول.
طريقة العمل في المحاكم المغربية القديمة
فالمحاكم الشرعية، كان الإجراء كالتالي:
- • الشخص اللي عنده شكاية كيقدمها للقاضي
- • القاضي كيستدعي الطرف الآخر ويسمع منه
- • كيطلب البينات والشهود
-
• كيدرس القضية ويصدر الحكم على أساس:
- القرآن والسنة
- كتب الفقه المالكي
- السوابق القضائية
- العرف إذا ما كان مخالف للشريعة
القاضي كان لازم يكون حيادي، وما ياخدش رشوة، وما يحكمش بالهوى. وكان عندو مساعدين مثل:
العدول
لي كانو يحررو العقود
الشهود
لي كانو يشهدو على الإجراءات
الكتاب
لي كانو يحررو الأحكام
خاتمة
المميزات
- • كان مرن ويحترم تعددية المجتمع (مسلمين، يهود، أجانب)
- • كان عندو استقلالية كبيرة، والقضاة ما كانوش تابعين للسلطة التنفيذية
- • كان مبني على أسس شرعية وعلمية
- • كان عندو إجراءات تضمن حقوق المتقاضين
السلبيات
- • غياب التقنين (ما كانش في قانون مكتوب موحد)
- • اختلاف الأحكام من قاض لآخر
- • تأثير العرف في بعض الأحيان على حساب الشرع
هاد النظام هو اللي كون الأساس للقضاء المغربي الحديث، واللي غادي نتحدث عليه فحلقة قادمة.
